بعد الحصار المغربي .. سبتة تستغيث
من قرأ اليوم بيان حزب تحالف كابياس في سبتة، يستشعر حجم القلق السائد في أوساط شريحة واسعة من سكان هذه المدينة. “قريبا سيعجز بعض مواطنينا عن توفير قوتهم اليومي"، هكذا و بدون ماكياج تحدث محمد علي، زعيم هذا الحزب الذي حاول دائما بناء علاقات جيدة مع المغرب.
تزامنا مع هذه التصريحات أعلن عمدة المدينة عن اجتماع طارئ بعمدة مليلية لبحث إجراءات تخفف من ضغط الاعتماد على المغرب.
في الصحف المحلية و بعض المواقع الإخبارية الوطنية ترصد مجموعة من المقالات ما تصفه بآخر فصول الضغط المغربي على سبتة و تنقل آراء العاملين في قطاع الأسماك، الذين اضطروا الى إغلاق محلاتهم بعد أن قررت السلطات المغربية منع دخول السمك.
في مخازن الحدود لا يبدو الوضع مختلفا، إذ تشير بعض التقارير أن حجم المبيعات انخفض بنسبة 40% و هو ما أثر على قطاعات أخرى كقطاع النقل الذي شهد تراجعا يقدر بنسبة 70%.
كيف وصلت سبتة الى هذه الكارثة الاقتصادية؟
ثمة من يربط القرارات المغربية الأخيرة بصعود نجم الحزب اليميني المتطرف، بوكس، في سبتة. قد يكون للمدافعين عن هذه النظرية ما يبرر موقفهم، فمنذ تعاظم نفوذ هذا الحزب لم يتوقف بعض قيادييه عن استفزاز المغرب.لكن بغض النظر عن هذه التحولات الطارئة وجب توصيف سبتة بالتقييم الذي يستخدمه العارفين لخبايا مطبخها الداخلي: المدينة الفاشلة.
تفوق موازنة سبتة السنوية 300 مليون يورو و قد يظن الزائر للمدينة أنها تعيش في رفاهية مثالية، فمرافقها الحيوية لا تختلف عن مثيلاتها في بعض المدن الإسبانية، لكن بالعودة الى معطيات أخرى يبدو جليًا أن الوضع في المدينة ليس على ما يرام.
- معدل العطالة: 26,21%
- 49,3 ٪ من سكان المدينة يقتربون من خط الفقر
- معدل العطالة بين الشباب: 62,4 ٪ (الأعلى في أوروبا)
- أعلى معدلات الجريمة تسجل في سبتة
- نسبة الهدر المدرسي: 24%
مثل هذه البيانات تفسر النزر اليسير من مشاكل المدينة التي حاولت إيهام الرأي العام بشعار مدينة تعايش الثقافات الأربع. في سبتة هناك شرخ مجتمعي واضح لم تفلح الخطابات الرسمية في حجبه و ليس التسريبات لمحادثات مجموعة واتساب خاصة لحزب بوكس المتطرف و التي تحمل في طياتها نظرة مهينة لمسلمي المدينة، سوى آخر فصوله.
تعليقات